تفسير البيان الصافي لكلام الله الوافي - ج ٥

الشيخ محمد حسن القبيسي العاملي

تفسير البيان الصافي لكلام الله الوافي - ج ٥

المؤلف:

الشيخ محمد حسن القبيسي العاملي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة البلاغ
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٦٠

١٢ ـ وفيه ص ٨٢٦ : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : حملة القرآن في الدنيا عرفاء أهل الجنة يوم القيامة.

١٣ ـ مستدرك الوسائل ص ٢٨٩ : الجعفريات ، اخبرنا عبد الله ابن محمد ، اخبرنا محمد بن محمد ، قال حدثني موسى بن اسماعيل ، قال حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله عزوجل جواد يحب الجود ومعالي الامور ، ويكره سفسافها ، وان من عظم جلال الله تعالى اكرام ثلاثة : ذي الشيبة في الاسلام والامام العادل وحامل القرآن غير العادل فيه ، ولا الجافي عنه.

١٤ ـ وفيه ص ٢٩٠ : جامع الاخبار ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : ان اكرم العباد الى الله بعد الأنبياء العلماء ، ثم حملة القرآن ، يخرجون من الدنيا كما يخرج الأنبياء ، ويحشرون من قبورهم مع الأنبياء ، ويمرون على الصراط مع الأنبياء ، ويأخذون ثواب الأنبياء ، فطوبي لطالب العلم وحامل القرآن ، مما لهم عند الله من الكرامة والشرف.

١٥ ـ وفيه ص ٢٩ : الشيخ الطوسي في (أماليه) عن جماعة ، عن ابي المفضل ، عن رجاء بن يحيى ، عن محمد بن الحسن بن شمعون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن الفضل بن يسار ، عن وهب بن عبد الله بن ابي دبي ، عن ابي الحرب بن ابي الأسود الدئلي ، عن ابيه ، عن ابي ذر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا ذر ان من اجلال الله اكرام ذي الشيبة المسلم ، واكرام حملة القرآن العاملين به ، واكرام السلطان المقسط.

١٦ ـ وفيه ص ٢٩٠ : الشيخ أبو الفتوح في (تفسيره) عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : حملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله ، الملبسون نور الله ، المعلمون كلام الله ، من عاداهم فقد عادى الله ، ومن والاهم فقد والى الله ـ الخبر.

٢٠١

٥ ـ عقاب من تعدى حدود القرآن من حملته

١ ـ الكافي ٢ / ٦٢٧ : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن محمد بن خالد ، عن اسمعيل بن مهران ، عن عيسى بن هشام ، عمن ذكره عن ابي جعفر عليه‌السلام قال : قراء القرآن ثلاثة : رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة واستدر به الملوك واستطال به على الناس ، ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيع حدوده واقامه اقامة القدح فلا كثر الله هؤلاء من حملة القرآن ، ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه فأسهر به ليله واظمأ به نهاره وقام به في مساجده وتجافى به عن فراشه ، فبأولئك يدفع الله العزيز الجبار البلاء ، وبأولئك يديل الله عزوجل من الأعداء ، وبأولئك ينزل الله عزوجل الغيث من السماء ، فو الله لهؤلاء في قراء القرآن اعز من الكبريت الاحمر.

٢ ـ عقاب الأعمال : حدثني محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعده بن زياد ، عن جعفر بن محمد عليه‌السلام ان عليا عليه‌السلام قال : ان في جهنم رحى تطحن ، أفلا تسألوني ما طحينها؟ فقيل له : فما طحينها يا امير المؤمنين؟ قال : العلماء الفجرة ، والقراء الفسقة ، والجبابرة الظلمة ، والوزراء الخونة ، والعرفاء الكذبة ـ الخبر ـ.

٣ ـ البحار عن كنز الكراجكي : جاء في الحديث ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : ما آمن بالقرآن من استحل محارمه.

٤ ـ وفيه : عن نهج البلاغة قال امير المؤمنين عليه‌السلام : من قرأ القرآن فمات فدخل النار فهو ممن كان يتخذ آيات الله هزوا.

٥ ـ وفيه عن اسرار الصلاة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : كم من قارىء للقرآن والقرآن يلعنه.

٦ ـ بحار الانوار (عن الخصال) : ابي ، عن سعد ، عن ابن

٢٠٢

عيسى ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن ابن اذينة ، عن ابان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس ، قال : سمعت امير المؤمنين عليه‌السلام يقول : احذروا على دينكم ثلاثة : رجلا قرأ القرآن حتى اذا ربيت عليه بهجته اخترط سيفه على جاره ورماه بالشرك. قلت : يا أمير المؤمنين ايهما اولى بالشرك؟ قال : الرامي. ورجلا استخفته الأحاديث كلما حدث احدوثة كذب مدها بأطول منها ، ورجلا آتاه الله عزوجل سلطانا فزعم ان طاعته طاعة الله ، ومعصيته معصية الله وكذب ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، لا ينبغي للمخلوق ان يكون حبه لمعصية الله ، فلا طاعة في معصية ولا طاعة لمن عصى الله وانما الطاعة لله ولرسوله ولولاة أمره ، واتمام امر الله عزوجل بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصيته الله ، واتمام امر رسول الله بطاعة اولى الامر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصية.

٧ ـ وفيه : مصباح الشريعة ، قال الصادق عليه‌السلام : المقرىء بلا علم كالمعجب بلا مال ولا ملك ، يبغض الناس لفقره ويبغضونه لعجبه فهو أبدا مخاصم للخلق في غير واجب ، ومن خاصم الخلق فيما لم يؤمر به فقد نازع الخالقية والربوبية ، قال الله عزوجل (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ ثانِيَ عِطْفِهِ) وليس احد أشد عقابا ممن لبس قميص الشك بالدعوى بلا حقيقة ولا معنى. قال زيد بن ثابت لابنه : يا بني لا يرى الله اسمك في ديوان القرآء. وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : سيأتي على امتي زمن تستمع فيه باسم الرجل خير من ان تلقاه وان تلقاه خير من ان تجربه. وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اكثر منافقي امتي قراؤها ، فكن حيث ندبت اليه ، وامرت به ، واخف سرك عن الخلق ما استطعت ، واجعل طاعتك لله بمنزلة روحك من جسدك ، ولتكن معتبرا حالك ما تحققه بينك وبين بارئك ، واستعن بالله في جميع أمورك متضرعا اليه آناء ليلك ونهارك ، قال الله تعالى : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) والاعتداء من صفة قرآء زماننا هذا

٢٠٣

وعلامتهم ظاهرة ، وكن من الله في جميع أحوالك على وجل ، لئلا تقع في ميدان التمني فتهلك.

٨ ـ وفيه : غوالي اللآلي ، روى عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يمثل القرآن يوم القيامة برجل ويؤتى بالرجل ، قد كان يضيع فرائضه ، ويتعدى حدوده ، ويخالف طاعته ، ويركب معصيته. قال : فيستنيل له خصما ، فيقول : أي رب حمل اياى شر حامل ، تعدى حدودى ، وضيع فرائضي ، وترك طاعتي وركب معصيتي ، فما زال يقذف بالحجج حتى يقال : فشأنك واياه ، فيأخذ بيده ولا يفارقه حتى يكبه على منخره في النار. ويؤتى بالرجل قد كان يحفظ حدوده ، ويعمل بفرائضه ، ويأخذ بطاعته ، ويجتنب معاصيه ، فيستنيل حباله فيقول : اي رب حمل اياي خير حامل ، اتقى حدودي ، وعمل بفرائضي ، واتبع طاعتي ، وترك معصيتي ، فما زال يقذف له بالحجج حتى يقال : فشأنك واياه ، فيأخذ بيده فما يرسله حتى يكسوه حلة الاستبرق ويعقد على رأسه تاج الملك ، ويسقيه بكأس الخلد.

٩ ـ وفيه : الشيخ (أبو الفتوح في تفسيره) عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله عزوجل : يا حملة القرآن تحببوا الى الله تعالى بتوقير كتابه ، يزدكم حبا ، ويحببكم الى خلقه ـ الخبر.

١٠ ـ وفيه : عن الخصال بحذف الاسناد ، عن الصادق عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تكلم النار يوم القيامة ثلاثة : أميرا ، وقارئا ، وذا ثروة من المال ، فتقول للامير : يا من وهب الله له سلطانا فلم يعدل ، فتزدرده كما يزدرد الطير حب السمسم : وتقول للقارىء : تزين للناس وبارز الله بالمعاصي ، فتزدرده ، وتقول للغني : يا من وهب الله له دنيا كثيرة واسعة فيضا ، وسأله الحقير اليسير قرضا فأبى الا بخلا فتزدرده.

١١ ـ وسائل الشيعة : باسناد تقدم في عيادة المريض ، عن رسول

٢٠٤

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (في حديث) قال : من تعلم القرآن فلم يعمل به وآثر عليه حب الدنيا وزينتها ، استوجب سخط الله ، وكان في درجة مع اليهود والنصارى ، الذين ينبذون كتاب الله وراء ظهورهم.

من قرأ القرآن يريد به سمعة والتماس الدنيا ، لقي الله يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم ، وزج القرآن في قفاه حتى يدخله النار ، ويهوى فيها من هوى. ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة أعمى ، فيقول يا رب «لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا. قال : كذلك اتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى» فيؤمر به الى النار.

ومن قرأ القرآن ، ابتغاء وجه الله وتفقها في الدين ، كان له من الثواب مثل ما أعطى الملائكة والأنبياء والمرسلون.

ومن تعلم القرآن يريد به رياءا وسمعة ليمارى به السفهاء ، ويباهي به العلماء ، ويطلب به الدنيا ، بدد الله عظامه يوم القيامة ، ولم يكن في النار أشد عذابا منه ، وليس نوع من أنواع العذاب الا سيعذب به من شدة غضب الله عليه وسخطه.

ومن تعلم القرآن وتواضع في العلم وعلم عباد الله ، وهو يريد ما عند الله ، لم يكن في الجنة أعظم ثوابا منه ، ولا أعظم منزلة منه ، ولم يكن في الجنة منزلا ولا درجة رفيعة ولا نفيسة ، الا وكان له فيها أوفر النصيب وأشرف المنازل.

١٢ ـ البحار ١٩ / ٢٨ : الخصال ، علي بن عبد الله الاسواري ، عن أحمد بن محمد بن قيس ، عن ابي يعقوب ، عن علي بن خشرم ، عن عيسى ، عن ابن عبيدة ، عن محمد بن كعب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انما أتخوف على امتي من بعدي ثلاث خلال : ان يتأولوا القرآن على غير تأويله ، ويتبعوا زلة العالم ، أو يظهر فيهم

٢٠٥

المال حتى يطغوا ويبطروا. وسأنبئكم المخرج من ذلك : أما القرآن فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه ، وأما العالم فانظروا فيه ولا تتبعوا زلته ، وأما المال فان المخرج منه شكر النعمة واداء حقه.

١٣ ـ البحار ١٩ / ٢٩ : الخصال ، ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الأشعري ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي القاسم الكوفي ، عن عبد المؤمن الأنصاري ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اني لعنت سبعة لعنهم الله وكل نبي مجاب قبلي. فقيل : منهم يا رسول الله؟ فقال : الزائد في كتاب الله ، والمكذب بقدر الله ، والمخالف لسنتي ، والمستحل من عترتي ما حرم الله ، والمتسلط بالجبرية ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله ، والمستأثر على المسلمين بفيئهم مستحلا له ، والمحرم ما أحل الله عزوجل. وفي آخر : والمغير لكتاب الله.

١٤ ـ وسائل الشيعة ٢ / ٨٣٦ : محمد بن علي بن الحسين ، باسناده عن شعيب ابن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (في حديث المناهي) قال : من قرأ القرآن ثم شرب عليه حراما أو آثر عليه حب الدنيا وزينتها استوجب عليه سخط الله الا ان يتوب ، ألا وانه ان مات على غير توبة حاجه يوم القيامة فلا يزايله الا مدحوضا.

١٥ ـ وفيه ٢ / ٨٣٧ : الخصال ، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، عن علي بن ابراهيم عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ابن سالم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : القراء ثلاثة : قارىء قرأ القرآن ليستدر به الملوك ويستطيل به على الناس فذلك من أهل النار ، وقارىء قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيع حدوده فذلك من أهل النار ، وقارىء قرأ القرآن فاستتر به تحت برنسه فهو يعمل بمحكمه ويؤمن

٢٠٦

بمتشابهه ويقيم فرائضه ويحل حلاله ويحرم حرامه فهذا ممن ينقذه الله من مضلات الفتن وهو من أهل الجنة ، ويشفع فيمن يشاء.

١٦ ـ وفيه ٢ / ٨٣٧ : وفي (الامالي) عن جعفر بن علي ، عن جده الحسين بن علي ، عن جده عبد الله بن المغيرة ، عن اسماعيل بن أبي زياد عن الصادق عليه‌السلام ، عن آبائه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صنفان من امتي اذا صلحا صلحت امتي واذا فسدا فسدت الامراء والقراء.

١٧ ـ وفيه ٢ / ٨٣٧ : عقاب الاعمال ، عن حمزة بن محمد العلوي عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : من قرأ القرآن يأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم لا لحم فيه.

١٨ ـ وفيه ٢ / ٨٣٨ : (ورام) في كتابه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ان في جهنم واديا يستغيث أهل النار كل يوم سبعين ألف مرة منه ـ الى أن قال ـ فقيل له لمن يكون هذا العذاب؟ قال : لشارب الخمر من أهل القرآن ، وتارك الصلاة.

١٩ ـ وفيه ٢ / ٨٣٦ : وعنه ، عن محمد بن عبد الجبار ، وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون عن يعقوب الاحمر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث قال : ان من الناس من يقرأ القرآن ليقال فلان قارىء ، ومنهم من يقرأ القرآن ليطلب به الدنيا ولا خير في ذلك ، ومنهم من يقرأ القرآن لينتفع به في صلاته وليله ونهاره.

٢٠٧

في فضل التلاوة وما يتبع ذلك

«القرآن هو الناموس الالهي الذي تكفل للناس باصلاح الدين والدنيا وضمن لهم سعادة الآخرة والاولى ، فكل آية من آياته منبع فياض بالهداية ومعدن من معادن الارشاد والرحمة ، فالذي تروقه السعادة الخالدة والنجاح في مسالك الدين والدنيا ـ عليه أن يتعاهد كتاب الله العزيز آناء الليل وأطراف النهار ، ويجعل آياته الكريمة قيد ذاكرته ، ومزاج تفكيره ، ليسير على ضوء الذكر الحكيم الى نجاح غير منصرم وتجارة لن تبور.

وما أكثر الاحاديث الواردة عن أئمة الهدى عليهم‌السلام وعن جدهم الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله في فضل تلاوة القرآن» (١)

وقد أوردنا ما استطعنا جمعه من الاحاديث في هذا الفصل.

١ ـ فضل تلاوة القرآن

١ ـ أصول الكافي ٢ / ٦٠١ : أبو علي الاشعري ، عن محمد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : يجىء القرآن في أحسن منضور اليه صورة ، فيمر بالمسلمين فيقولون هذا الرجل منا ، فيجاوزهم الى النبيين فيقولون هو منا ، فيجاوزهم الى الملائكة المقربين فيقولون هو منا ، حتى ينتهي الى رب العزة عزوجل فيقول : يا رب فلان ابن فلان أظمأت هواجره ، واسهرت

__________________

(١) البيان في تفسير القرآن ص ٣٣.

٢٠٨

ليله في دار الدنيا ، وفلان ابن فلان لم أظمىء هواجره ولم أسهر ليله. فيقول تبارك وتعالى : ادخلهم الجنة على منازلهم ، فيقوم فيتبعونه ، فيقول للمؤمن : اقرأ وارق. فقال : فيقرأ ويرقى حتى يبلغ كل رجل منهم منزلته التي هي له فينزلها.

٢ ـ وفيه ٢ / ٦٠٢ : علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، وعدة من أصحابنا عن احمد بن محمد ، وسهل بن زياد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن مالك ابن عطية ، عن يونس بن عمار ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان الدواوين يوم القيامة ثلاثة : ديوان فيه النعم ، وديوان فيه الحسنات ، وديوان فيه السيئات. فيقابل بين ديوان النعم وديوان الحسنات ، فتستغرق النعم عامة الحسنات ويبقى ديوان السيئات ، فيدعي بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول : يا رب أنا القرآن ، وهذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي ويطيل ليله بترتيلي ، وتفيض عيناه اذا تهجد ، فارضه كما أرضاني. قال : فيقول العزيز الجبار : عبدي أبسط يمينك؟ فيملأها من رضوان الله العزيز الجبار ويملأ شماله من رحمة الله ، ثم يقال : هذه الجنة مباحة لك فاقرأ واصعد ، فاذا قرأ آية صعد درجة.

٣ ـ وفيه ٢ / ٦٠٣ : عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن منهال القصاب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه ، وجعله الله عزوجل مع السفرة الكرام البررة ، وكان القرآن مجيزا عنه يوم القيامة ، يقول : يا رب ان ان كل عامل قد أصاب أجر عمله غير عاملي فبلغ به أكرم عطاياك. قال : فيكسوه الله العزيز الجبار حلتين من حلل الجنة ويوضع على رأسه تاج الكرامة ثم يقال له : هل أرضيناك فيه؟ فيقول القرآن : يا رب قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذا ، فيعطى الامن بيمينه والخلد بيساره ثم

٢٠٩

يدخل الجنة ، فيقال له : اقرأ واصعد درجة. ثم يقال له : هل بلغنا به وأرضيناك؟ فيقول : نعم. قال : ومن قرأه كثيرا وتعاهده بمشقة من شدة حفظه أعطاه الله عزوجل أجر هذا مرتين.

ورواه الصدوق في (ثواب الاعمال) عن محمد بن موسى بن المتوكل عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب مثله.

٤ ـ وفيه ٢ / ٦١١ : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم أو غيره ، عن سيف بن عميرة ، عن جابر ، عن مسافر ، عن بشير بن غالب الاسدي ، عن الحسين بن علي عليه‌السلام قال : من قرأ آية من كتاب الله عزوجل في صلاته قائما يكتب له بكل حرف مائة حسنة ، فاذا قرأها في غير صلاة كتب له بكل حرف عشر حسنات ، وان استمع القرآن كتب الله له بكل حرف حسنة ، وان ختم القرآن ليلا صلت عليه الملائكة حتى يصبح ، وان ختمه نهارا صلت عليه الحفظة حتى يمسي ، وكانت له دعوة مجابة ، وكان خيرا له مما بين السماء الى الارض. قلت : هذا لمن قرأ القرآن فما لمن لم يقرأ؟ قال : يا اخا بني أسد ان الله جواد ماجد كريم ، اذا قرأ ما معه أعطاه الله ذلك.

٥ ـ وفيه ٢ / ٦١٢ : أبو علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن علي بن حديد ، عن منصور ، عن محمد بن بشير ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال : وقد روى هذا الحديث عن أبي عبد الله عليه‌السلام. قال : من استمع حرفا من كتاب الله عزوجل من غير قراءة كتب الله له حسنة ومحا عنه سيئة ورفع له درجة ، ومن قرأ نظرا من غير صوت كتب الله له بكل حرف حسنة ومحا عنه سيئة ورفع له درجة ، ومن تعلم منه حرفا ظاهرا كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات. قال : لا أقول بكل آية ولكن

٢١٠

بكل حرف باء أو تاء أو شبههما. قال : ومن قرأ حرفا طاهرا وهو جالس في صلاته كتب الله له خمسين حسنة ومحا عنه خمسين سيئة ورفع له خمسين درجة ، ومن قرأ حرفا وهو قائم في صلاته كتب الله له بكل حرف مائة حسنة ومحا عنه مائة سيئة ورفع له مائة درجة ، ومن ختمه كان له دعوة مستجابة مؤخرة أو معجلة. قال : قلت فداك ختمه كله؟ قال : ختمه كله.

٦ ـ وسائل الشيعة ٢ / ٨٣٩ : محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ـ في وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي عليه‌السلام ـ قال : وعليك بتلاوة القرآن على كل حال.

٧ ـ وفيه ٢ / ٨٣٩ : وعن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، وعلي بن محمد القاساني جميعا ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، قال : قلت لعلي بن الحسين عليه‌السلام : أي الاعمال أفضل؟ قال : الحال المرتحل. قلت : وما الحال المرتحل؟ قال : فتح القرآن وختمه ، وكلما جاء بأوله ارتحل في آخره.

٨ ـ وفيه ٢ / ٨٤٢ : عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن عبد الله ابن القاسم ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ـ في حديث ـ قال : ما من عبد من شيعتنا يتلو القرآن في صلاته قائما الا وله بكل حرف مائة حسنة ، وما قرأ في صلاته جالسا الا وله بكل حرف خمسون حسنة ، وما في غير صلاته الا وله بكل حرف عشر حسنات.

٩ ـ وفيه ٢ / ٨٤٢ : عن أبي الحسن بن علي بن عبد الله بن بابويه ، عن علي بن احمد الطبري ، عن أبي سعيد الطبري ، عن خراش عن انس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ

٢١١

مائة آية لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين ، ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن. (يعني) من حفظ قدر ذلك من القرآن ، يقال : قد قرأ الغلام القرآن اذا حفظه.

١٠ ـ وفيه ٢ / ٨٤٣ : عن صفات الشيعة ، عن محمد بن الحسن عن الصفار ، عن ابن البرقي ، عن ابن شمون ، عن قبد الله بن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : انما شيعة علي الناحلون ، الشاحبون ، الذابلون ، ذابلة شفاههم من الصيام ـ الى أن قال كثيرة صلاتهم ، كثيرة تلاوتهم للقرآن ، يفرح الناس ويحزنون.

١١ ـ وفيه ٢ / ٨٤١ : احمد بن فهد في (عدة الداعي) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال الله تبارك وتعالى : من شغل بقراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته أفضل ثواب الشاكرين.

١٢ ـ ثواب الاعمال ص ٩١ : حدثني جعفر بن محمد بن مسروق ، قاححدثني الحسن بن محمد بن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من قرأ القرآن قائما في صلاته كتب الله له بكل حرف شر حسنات

١٣ ـ وسائل الشيعة ٢ / ٨٣٨ : محمد بن علي بن الحسين في (الخصال) عن أحمد بن محمد بن الحسين البزاز ، عن احمد بن محمد بن حمدويه ، عن محمد بن أحمد بن سعيد ، عن العباس بن حمزة ، عن احمد ابن ابراهيم ، عن الربيع بن بدر ، عن أبي الاشهب النخعي قال : قال علي ابن أبي طالب عليه‌السلام : من دخل الاسلام طائعا وقرأ القرآن ظاهرا فله في كل سنة مائتا دينار في بيت مال المسلمين ، وان منع في الدنيا أخذها يوم القيامة وافية أحوج ما يكون اليها.

(ورواه) الطبرسي في (مجمع البيان) مرسلا.

٢١٢

١٤ ـ وفيه ٢ / ٨٢٥ : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : أفضل العبادة قراءة القرآن.

١٥ ـ تفسير البرهان ١ / ٩ عن انس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بني لا تغفل عن قراءة القرآن اذا أصبحت واذا أمسيت ، فان القرآن يحيي القلب الميت ، وينهى عن الفحشاء والمنكر.

١٦ ـ مستدرك الوسائل ١ / ٢٩٢ : وروى عن علي عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قراءة القرآن في الصلاة أفضل من ذكر الله ، وذكر الله تعالى أفضل من الصدقة ، والصدقة أفضل من الصيام ، والصيام جنة من النار. ورواه المجلسي في البحار ، ورواه أيضا في بصائر الدرجات وزاد «ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا قول الا بعمل ولا عمل الا بنية ، ولا نية الا باصابة السنة».

١٧ ـ وفيه ١ / ٣٩٩ : وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ليكن كل كلامكم ذكر الله ، وقراءة القرآن ، فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سئل أي الاعمال افضل عند الله؟ قال : قراءة القرآن وانت تموت ولسانك رطب من ذكر الله تعالى.

١٨ ـ وفيه ١ / ٣٩٢ : علي بن ابراهيم في تفسيره ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود رفعه الى علي بن الحسين عليه‌السلام قال : عليك بالقرآن ، فان الله خلق الجنة بيده لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، جعل ملاطها المسك وترابها الزعفران وحصباءها اللؤلؤ ، وجعل درجاتها على قدر آيات القرآن ، فمن قرأ القرآن قال له اقرأ وارق ، ومن دخل منهم الجنة لم يكن في الجنة أعلى درجة منه ما خلا النبيين والصديقين.

١٩ ـ بحار الانوار ١٩ / ٥٠ : عن عيون أخبار الرضا عليه‌السلام بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله

٢١٣

صلى‌الله‌عليه‌وآله : ستة من المروة ثلاثة منها في الحضر وثلاثة منها في السفر فأما التي في الحضر : فتلاوة كتاب الله تعالى ، وعمارة مساجد الله ، واتخاذ الاخوان في الله عزوجل. واما التي في السفر : فبذل الزاد ، وحسن الخلق ، والمزاح في غير المعاصي.

٢٠ وفيه ١٩ / ٥٠ : أمالي الصدوق ، فيما ناجى به موسى ربه ، الهي ما جزاء من تلا حكمتك سرا وجهرا؟ قال : يا موسى يمر على الصراط كالبرق.

٢١ ـ وفيه ١٩ / ٥٠ : أمالي الصدوق ، ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : عليكم بمكارم الاخلاق فان الله عزوجل يحبها ، واياكم ومذام الافعال فان الله عزوجل يبغضها ، وعليكم بتلاوة القرآن فان درجات الجنة على عدد آيات القرآن ، فاذا كان يوم القيامة يقال لقارىء القرآن : اقرأ وارق ، فكلما قرأ آية رقى درجة ، وعليكم بحسن الخلق فانه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم ، وعليكم بحسن الجوار فان الله عزوجل أمر بذلك ، وعليكم بالسواك فانها مطهرة وسنة حسنة ، وعليكم بفرائض الله فأدوها ، عليكم بمحارم الله فاجتنبوها.

٢٢ ـ وفيه ١٩ / ٥٠ : أمالي الصدوق ، ابن المغيرة ، عن جده ، عن جده ، عن السكوني ، عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كان القرآن حديثه والمسجد بيته بنى الله له بيتا في الجنة.

٢٣ ـ وفيه ١٩ / ٥١ : الخصال ، في بعض ما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أباذر : عليك بتلاوة القرآن وذكر الله كثيرا ، فانه ذكر لك في السماء ونور لك في الارض.

٢٤ ـ وفيه ١٩ / ٥٢ : دعوات الرواندي ، قال : قال الحسن بن

٢١٤

علي عليهما‌السلام : من قرأ القرآن كانت دعوته مجابة اما معجلة واما مؤجلة.

٢ ـ آداب تلاوة القرآن

١ ـ البحار ١٩ / ٥٤ : عن الخصال ، حمزة العلوي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني ، عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي صلوات الله عليه : سبعة لا يقرأون القرآن : الراكع والساجد ، وفي الكنيف ، وفي الحمام ، والجنب ، والنفساء ، والحائض.

قال الصدوق (رض) : هذا على الكراهة لا على النهي ، وذلك ان الجنب والحائض مطلق لهما قراءة القرآن الا العزائم الاربع ـ وهي سورر الم السجدة ، وحم السجدة ، والنجم اذا هوى ، وسورة اقرأ بأسم ربك ـ وقد جاء الاطلاق للرجل في قراءة القرآن في الحمام ، ما لم يرد به الصوت اذا كان عليه ميزر ، وأما الركوع والسجود فلا يقرأ فيهما ، لان المؤتلف فيهما التسبيح الا ما ورد في صلاة الحاجة ، وأما الكنيف فيجب أن يصان القرآن عن أن يقرأ فيه ، وأما النفساء فتجرى مجرى الحايض في ذلك.

٢ ـ وفيه ١٩ / ٥٤ : المحاسن أبو سمينة ، عن اسماعيل بن ابان الحناط ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نظفوا طريق القرآن. قيل : يا رسول الله وما طريق القرآن؟ قال : أفواهكم قيل : بماذا؟ قال : بالسواك.

٣ ـ وفيه ١٩ / ٥٤ : نقل من خط الشهيد رحمه‌الله تعالى : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قراءة القرآن عريانا.

٤ ـ وسائل الشيعة ٢ / ٨٤٧ : عبد الله بن جعفر الحميري في (قرب الاسناد) ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : سألته اقرأ المصحف ثم يأخذني البول فأقوم

٢١٥

فأبول واستنجى وأغسل يدي وأعود الى المصحف فاقرأ فيه؟ قال : لا حتى تتوضأ للصلاة.

٥ ـ وفيه ٢ / ٨٤٧ : احمد بن فهد في (عدة الداعي) قال : قال عليه‌السلام : لقارىء القرآن بكل حرف يقرأه في الصلاة قائما مائة حسنة ، وقاعدا خمسون حسنة ، ومتطهرا في غير صلاة خمس وعشرون حسنة ، وغير متطهر عشر حسنات ، أما اني لا أقول : المر ، بل بالالف عشر وباللام عشر وبالميم عشر وبالراء عشر.

٧ ـ بحار الانوار ٥ / ١٩ : (مجالس الشيخ) عن المفيد ، عن ابراهيم بن الحسن الجمهور ، عن أبي بكر المفيد الجرجزاني ، عن أبي الدنيا المعمر المغربي ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يحجزه عن قراءة القرآن الا الجنابة.

٨ ـ مستدرك الوسائل ١ / ٩٥ : الصدوق في (الامالي) عن محمد ابن موسى المتوكل ، عن الحميري ، عن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي ابن اسباط ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان فيما وعظ الله تبارك وتعالى به عيسى : يا عيسى شمر فكل ما هو آت قريب ، واقرأ كتابي وانت طاهر ، واسمعني منك صوتك حزينا.

٣ ـ لزوم التفكر والتدبر في معاني القرآن ومقاصده والاخذ بها

«ورد الحث الشديد في الكتاب العزيز ، وفي السنة الصحيحة على التدبر في معاني القرآن والتفكر في مقاصده وأهدافه ، قال الله تعالى :

٢١٦

(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) (١). وفي هذه الآية الكريمة توبيخ عظيم على ترك التدبر في القرآن» (٢) أما السنة النبوية فاليك هذه المجموعة من الاحاديث التي انتقيناها من الكتب المعتبرة الدالة على الاهتمام في أمر التدبر ، لان «القرآن هو النظام الذي يقتدي الناس به في دنياهم ، ويستضيئون بنوره في سلوكهم الى اخراهم. وهذه النتائج لا تحصل الا بالتدبر فيه والتفكر في معانيه ، وهذا أمر يحكم به العقل ، وكل ما ورد من الآيات أو من الاحاديث في فضل التدبر فهي ترشد اليه» (٣).

١ ـ الكافي ٢ / ٦٠٠ : محمد بن يحيى ، عن احمد بن محمد ، عن محمد بن احمد بن يحيى ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان هذا القرآن فيه منار الهدى ، ومصابيح الدجى ، فليجل جال بصره ، ويفتح للضياء نظره ، فان التفكر حياة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور.

٢ ـ وفيه ٢ / ٦٠٩ : علي بن ابراهيم ، عن أبيه وعلي بن محمد جميعا ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، عن حفص بن غياث عن الزهري قال : سمعت علي بن الحسين عليه‌السلام يقول : آيات القرآن خزائن ، فكلما فتحت ينبغي لك أن تنظر ما فيها.

٣ ـ وفيه ٢ / ٦٣٢ : الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان ، عن ميمون القداح ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : اقرأ. فقلت : من أي شيء أقرأ؟ قال : من السورة التاسعة. قال : فجعلت ألتمسها فقال : اقرأ من سورة يونس. قال : فقرات : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا

__________________

(١) سورة محمد آية ٤٧.

(٢) البيان في تفسير القرآن ص ٣٨.

(٣) المصدر السابق ص ٣٩

٢١٧

الْحُسْنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ) قال : حسبك. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني لأعجب كيف لا أشيب اذا قرأت القرآن.

٤ ـ بحار الانوار ١٩ / ٢٨ : قال الحسين بن علي عليه‌السلام : كتاب الله عزوجل أربعة أشياء : على العبادة ، والاشارة ، واللطائف ، والحقائق. فالعبادة للعوام ، والاشارة للخواص ، واللطائف للاولياء ، والحقائق للانبياء.

وقال عليه‌السلام : القرآن ظاهره أنيق ، وباطنه عميق.

٥ ـ وفيه ١٩ / ٢٨ ـ محمد بن علي بن الحسين (في المجالس وفي الخصال) ، عن محمد بن احمد الاسدي ، عن عبد الله بن زيدان ، وعلي ابن العباس ، عن أبي كريب ، عن معاوية بن هشام ، عن شيبان ، عن أبي اسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال ابو بكر : يا رسول الله أسرع اليك الشيب. قال : شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون.

٦ ـ وفيه ١٩ / ٢٨ : عن (منية المريد) روى عن ابن عباس مرفوعا ، في قوله تعالى : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) قال : الحكمة القرآن.

(وعنه) في تفسير الآية قال : الحكمة المعرفة بالقرآن ، ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه ، وأمثاله.

(وقال) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه.

(وعن) أبي عبد الرحمن السلمى ، قال حدثنا من كان يقرئنا من الصحابة ، انهم كانوا يأخذون من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

٢١٨

عشر آيات ، فلا يأخذون في العشر الاخرى ، حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل.

(وعن) ابن عباس قال : الذي يقرأ القرآن ولا يحسن تفسيره كالاعرابي يهذ الشعر هذا.

٧ ـ وفيه ١٩ / ٢٨ : عن (أسرار الصلاة) روى أن رجلا جاء الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليعلمه القرآن ، فانتهى الى قوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فقال : يكفيني هذا ، وانصرف. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انصرف الرجل وهو فقيه.

(وقال) الصادق عليه‌السلام : لقد تجلى الله لخلقه في كلامه ولكنهم لا يبصرون.

٨ ـ الوسائل ٢ / ٨٢٩ : وفي (المجالس) عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن علي بن حسان الواسطي ، عن عمه ، عن عبد الرحمان ابن كثير الهاشمي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في كلام طويل في وصف المتقين قال : اما الليل فصافون اقدامهم ، تالين لأجزاء القرآن ، يرتلونه ترتيلا ، يحزنون به أنفسهم ، ويستثيرون به تهيج أحزانهم بكاء على ذنوبهم ، ووجع كلوم جراحهم ، واذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا اليها مسامع قلوبهم وأبصارهم ، فاقشعرت منها جلودهم ، ووجلت قلوبهم ، فظنوا أن صهيل جهنم وزفيرها وشهيقها في أصول آذانهم ، واذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا اليها طمعا ، وتطلعت انفسهم اليها شوقا ، وظنوا أنها نصب أعينهم.

٩ ـ وفيه ٢ / ٨٣٠ : وفي (معاني الاخبار) عن أبيه ، عن محمد ابن القلجم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن خالد ، عن بعض رجاله ، عن داود الرقي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه

٢١٩

السّلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ألا أخبركم بالفقيه حقا : من لم يقنط الناس من رحمة الله ، ومن لم يؤمنهم من عذاب الله ، ولم يؤيسهم من روح الله ، ولم يرخص لهم في معاصي الله ، ولم يترك القرآن رغبة عنه الى غيره. ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم ، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر. ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه.

ورواه الكليني عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن اسماعيل بن مهران ، عن أبي سعيد القماط ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ وذكر الحديث نحوه.

١٠ ـ مستدرك الوسائل ٢ / ٢٨٩ : وفيه ، عن (مصباح الشريعة) قال الصادق عليه‌السلام : من قرأ القرآن ولم يخضع لله ، ولم يرق قلبه ولا يكتسي حزنا ، ووجلا في سره ، فقد استهان بعظم شأن الله تعالى ، وخسر خسرانا مبينا ، فقارىء القرآن يحتاج الى ثلاثة أشياء : قلب خاشع ، وبدن فارغ ، وموضع خال. فاذا خشع لله قلبه فر منه الشيطان الرجيم قال الله تعالى : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ). فاذا تفرغ قلبه من الاسباب تجرد قلبه للقراءة فلا يعرضه عارض ، فيحرم بركة نور القرآن وفوائده. واذا اتخذ مجلسا خاليا واعتزل من الخلق بعد ان أتى بالخصلتين الاولتين استأنس روحه وسره ، ووجد حلاوة مخاطبة الله عزوجل عباده الصالحين ، وعلم لطفه بهم ومقام اختصاصه لهم بفنون كراماته وبدايع اشاراته ، فاذا شرب كأسا من هذا الشراب حينئذ لا يختار على ذلك الحال حالا ولا على ذلك الوقت وقتا ، بل يؤثره على كل طاعة وعبادة ، لان فيه المناجاة مع الرب بلا واسطة ، فانظر كيف تقرأ كتاب ربك ومنشور ولايتك ، وكيف تجيب أوامره ونواهيه ، وكيف تتمثل حدوده ، فانه كتاب عزيز (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ

٢٢٠